بسم الله الرحمان الرحیم

السلام علیک یا اباصالح المهدی (عجل الله فرجک و سهل الله مخرجک)

منذ منتصف القرن العشرين، وخاصة بعد عقد الثمانينات، انتشرت بحوث متعلقة بالدين والمعنویةبشكل متزايد بين علماء النفس وفي مجالات العلاج النفسي. وفي عام 1980، كتبت مجلة تايم: “اشتعلت الرغبة في البحث في الدين والله يعود إلى ساحة حياة البشر”. المعنوية هي أحد الأبعاد الأساسية للإنسان، وفي بعض الأحيان ، عدم وجود المعنوية يعتبر مشكلة نفسية. وتشير الأبحاث منذ سنوات إلى أنه في العلاج لا يمكننا ان  نطلب من المرضى عدم حمل معتقداتهم الدينية معهم.

الدين كوسيلة من وسائل الحياة الروحية،ليس لها دور حيوي فقط في تشكيل هوية العديد من البشر، بل غالباً ما تأتي في مقدمة التعامل مع ظروف الحياة الصعبة، خاصة المرض والأكتئاب (كوينج، 1998). يجب أن نعرف أن الاحتياجات المعنوية لهاأهمية بالغة خاصة عندما يهدد المرض حياة الفرد. إهمال البعد المعنوي للإنسان هو مثل إهمال البيئة الاجتماعية أو الحالة النفسية للفرد، ونتيجة هذا الإهمال هو الفشل في علاج “الإنسان ككل” أو الإنسان ككيان واحد (كوينج، 2000).

نحن اليوم نعلم جيدًا أن المعنوية هي جزء من كيان البشر وتشكل أساس الهوية والوجود الفردي وهي التي تجعل للحياة قيمة وغاية ومعنى (كوينج، 2002).

في عام 2012، أجرى بونلي وزملاؤه دراسة استعراضية. في هذه الدراسة تمت مراجعة 444 مقالة التي تدرس العلاقة بين التدخلات الدينية-المعنوية والاكتئاب على مدى ٥٠عام. و تبين خلال هذه المراجعة أن أكثر من 60٪ من هذه الدراسات أظهرت بوضوح أن وجود الأبعاد الدينية والروحية للأفراد والتدخلات الدينية-المعنوية لها تأثير أفضل في علاج الاكتئاب أو تقليل شدته. فنستطيع ان نقول أن دراسات العلاقة بين الدين وصحة العقل تطورت وتغيرت كثيرًا في العقد الأخير. يشير مؤلفو كتاب “دليل الروحانية والدين وصحة العقل” إلى أن الدين و المعنوية لهما علاقة وثيقة بصحة الأفراد، واضافة الى ذلك يناقشون في هذا الكتاب كيفية تأثير الدين وأسباب ذلك والأشخاص الذين يتأثرون به بشكل أكبر  وأكثر(روزمارين وكوينج، 2002)

 نظراً لما تم ذكره أعلاه ونظرًا لغالبية دين الإسلام في دول المنطقة، يبدو أنه من الضروري تطوير برامج علاجية وتعليمية بنمط إسلامي للمجتمع المسلم. ولهذا الغرض، تم بذل الكثير من الجهود في السنوات الأخيرة في بلادنا العزيزة إيران في هذا المجال. حاليًا، تم تطوير مجموعة متنوعة من الحزم التعليمية والعلاجية من قبل خبراء جامعيين ،تُستخدم في جلسات العلاج، وتركز هذه الحزم على محورية ديننا وثقافتنا وبالتالي فهي أكثر ملاءمة وفعالية. أحد هذه الأساليب العلاجية الدينية هو اسلوب المنجي العلاجي .(RSCP).

تم تطوير هذا العلاج في إطار هيكل قرآني، بناءً على أركان تحسين جودة الحياة في العلاج [2] Frisch (2005)، واستعارة مفاهيم من العلاج الروحي ذو الأبعاد المتعددة ل جان بُزركي(1398) و الأهم من ذلك،التركيز على المفهوم الإيجابي “الانتظار الفعال للمنجي”. تم تطوير طريقة تشكيل هذا العلاج بطريقة بسيطة وتالية: بعد إجراء مقارنات متعددة بين مفاهيم “الانتظار الفعال والعملي” و”الانتباه إلى الإمام المهدي (ع)” وبالتأكيدات الموجودة في علم نفس الكمال، علم النفس الإيجابي، العلاج بالمعنى، وغيرها، تم الحصول على الباحثين من خلال مقابلات متعددة مع المتخصصين في هذا المجال باستخدام منهجية البيانات الأساسية، وقد قاموا بتأسيس أسس لهذا العلاج وأخيرًا نجحوا في إعداد حزمة تعليمية-علاجية إسلامية محورها مفهوم “الانتظار الفعال للفرج”. في المرحلة التالية، تمت دراسة فعالية هذا العلاج بعد الحصول على موافقة اللجنة الطبية التابعة للجامعة ذات الصلة وأظهرت نتائج جيدة جدًا. ونأمل بإذن الله أن تنشر نتائج هذه الدراسات المثمرة قريبًا في شكل مقالات علمية بحثية وتصبح متاحة للباحثين والمهتمين الأعزاء.

الختام، بما أن هذه الحزمة التعليمية-العلاجية  تحتوي على جوانب تعليمية وعلاجية، يمكن لكل من المرضى السريريين و الاشخاص المهتمين أن يكونوا جمهورًا لهذه الحزمة.حيث  يحتوي هذا الأسلوب على جانب علاجي للمرضى السريريين، ولكن يمكن  لسائر الأفراد الاستفادة من الجوانب التعليمية لهذا الأسلوب، وبالواقع، تلعب الحزمة التعليمية-العلاجية دورًا في الوقاية وتعزيز الرفاه النفسي و جودة الحياة.

بالإضافة إلى ذلك، يسعى فريق خبراء العلاج المنجي الديني إلى تعليم الزملاء  الكرام العاملين في مجال الاستشارة وعلم النفس، ممن  يرغبون المشاركة في هذا  المجال   وفي  المستقبل القريب،  سيدعوهم للتعاون في مجال العلاج والبحث.